U3F1ZWV6ZTQyODc0ODI2ODIyMjhfRnJlZTI3MDQ5MTQ4MTgwMzA=

حكايه ( الجزء الخامس )

  ( حكايه - 10 - )


( موعظة) 

قال القرطبي في " تذكرته " عن بعضهم : من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبه ، وقناعة النفس ، والنشاطة في العبادة . ومن نسي ذكره عوقب بثلاثة اشياء : تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف ، والتكاسل في العبادة . و قال ﷺ : " لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما اكلتم منها سميناً " . 


( حكاية ) 

مر عيسي - عليه السلام - على راعِ يرعى إبلاً فوجد بعيراً ثميناً يفرح بنفسه ويعض واحداً بعد واحد فأخذ عيسى بأذنه وقال له : إنك ميت . ثم مر بعد ايام على ذلك الرجل وهو يرعى إبله فوجد البعير قد هزل واعتزل وحده وترك الأكل والشرب فسأل الراعي عن ذلك ؟ فقال : يا روح الله لا أعلم إلا أن رجلاً مر به وكلمه في أذنه فأصابه ما ترى . فكان عيسى إذا ذكر الموت قطر جلده دماً . وكان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياماً وإذا سئل عن شيء قال : لا أدري . قال النووي : وسفيان الثوري من تابع التابعين . وقال ابن المبارك : كتبت عن الف شيخ و مائة شيخ ما رأيت فيهم أفضل من سفيان الثوري في العلم والورع وضيق العيش .


( الفائدة الاولي ) 

عن النبي ﷺ قال : " ان للموقف ألف هول أدناها الموت وإن للموت تسعة و تسعين جزية الألف ضربة بالسيف أهون من جزية منها فمن أراد أن يؤمنه الله - تعالى - من تلك الأهوال فعليه بعشر كلمات خلف كل صلاه وهي : اللهم اني اعددت لكل هول : لا اله الا الله ، ولكل هم : ما شاء الله ، ولكل نعمه الحمد لله ، ولكل رخاء وشدة : الشكر لله ، ولكل أعجوبة : سبحان الله ، ولكل ذنب : استغفر الله ، ولكل مصيبه : إنا لله وإنا اليه راجعون ، ولكل ضيق : حسبي الله ، ولكل قضاء وقدر : توكلت على الله ، ولكل طاعه ومعصيه : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم " .


( الفائدة الثانية ) 

قال في " الحقائق " : اعلم أن السماع ثلاثة أقسام : ( قسم ) يجذب الجسد و هو سماع الشيطان . ( وقسم ) كالمزمار و رجح الثوري تحريمه من القصب و جوزه غيره . و قال في " نزهة النفوس و الأفكار " إن من منافع القصب أن عتيقه إذا أحرق و اكتحل به صاحب البياض الذي في العين قلعه أو اكتحل بالندي الذي علي ورقه الأخضر فكذلك إذا أحرق أصله و خلط بمثله من الحناء و خضب به الشعر قواه و أعان علي إنباته و إذا دق ورقه الاخضر و وضع علي الحمرة و الأورام الحارة نفعها بإذن الله – تعالي – و أما الدف فهو مباح و مثله طبل الصمادية و يكره في المسجد و يحرمان عند قراءة القرآن و يحرم ضرب الكف علي الكف متوالياً للرجال و أما سماع الصوفية فلا إنكار إذا صحت النية و سلمت العين من الخيانة . ( فإن قيل ) يتواجد المتواجد عند سماع العشر دون سماع القرآن حتى انفتح لبعض المتفقه باب الانكار بهذا ؟ 


( الجواب ) أن القرآن كلام ثقيل لا يليق مع وجوده إلا السكون والإنصات و لأنه يتكرر في الأسماع ولأن الشعر كلام البشر فبينهما مناسبة وأما كلام الله فلا مناسبة بينه وبين البشر قال البغوي في قوله تعالى : " إنَّا سَنُلقي عَليك قَولاً ثقِيلاً " . قال الحسن ابن الفضل : قولاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان ( و قسم ) يجذب الروح وهو سماع الخطاب من الغيب وذلك أن عزرائيل - عليه السلام – ينزل على المؤمن فيجذب الروح من الجسد فلو جذبها بألف سلسلة ما خرجت فيقول الله : دعها فإنها لا تخرج إلا بسماع . فيناديها : يا أيتها النفس المطمئنة فتخرج طائره من حلاوة الخطاب فلا تزال طائره الى يوم القيامة فقال لها : ارجعي الى ربك : جسدك . فتفرح بالجسد ويفرح الجسد بها فتقول : انا ما قر لي قرار . ويقول الجسد : أنا أكلني الدود والتراب . فينادها مناد : ليس بعد هذا الاجتماع فراق . ويأتي إليه ملك فيقول : أبشر كلما اندرست عظامك محيت آثامك و يؤيده قول النبي ﷺ : " الموت كفارة لكل مسلم " .

        

نسأل الله أن ينفعنا بما علّمنا و أن يزيدنا علماً ، بقلم : Nesreen 🤎🪐. 



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة